الأمان الإقليمي
في اليوم الرابع من شهر حزيران عام 1967، وجه أحد شعراء «البعث» رسالة إذاعية مفتوحة إلى الأمة العربية، تدعوها إلى الاصطياف في نهاريا، مدينته الفلسطينية التي قال إن الجيش السوري سيحرّرها في الساعات الأولى بعد نشوب حرب التحرير المقبلة. وفي اليوم التاسع منه، كانت رئيسة الاتحاد النسائي تطلق صرخات استغاثةٍ يائسة تناشد العالم وقف «العدوان الصهيوني» الذي يستهدف عزل دمشق، أقدم مدينة في العالم، التي تتعرّض لموجات قصفٍ أسقطت عشرات آلاف الشهداء من الأطفال والنساء. في اليوم ذاته، أذاع وزير دفاع النظام، الفريق حافظ الأسد، بياناً أعلن فيه سقوط القنيطرة، عاصمة الجولان، في يد العدوّ الصهيوني الغاشم، وأمر جيشه بتنفيذ انسحابٍ كيفي منه، قال رجال القانون في ما بعد، إنه كان أمراً بحل الجيش، والدليل أنه لم يدافع عن الأرض الوطنية، بل سلّمها من دون قتال للعدوّ الذي لم يرسل قواته لاستلامها